في خطوة اعتبرها المراقبون بالغباء الشديد لما يجري حوله اقليميا وعالميا عين حاكم البحرين حمد بن عيسى ال خليفة ابنه ناصر بن حمد قائدا للحرس الملكي .
بعد ان تم ترفيع رتبته من نقيب الى "عقيد" في صعود دراماتيكي يعكس مدى الاستهتار الذي يبديه هذ الملك المذعور بالمجتمع المدني وبشعبه وبكفاءات ابناء البحرين حيث تحول بين ليلة وضحاها "عدي البحرين" الى نقيب وثم الى عقيد يقود حرس ابيه .
لا يستطيع اي مراقب فهم هذه الخطوة الغبية والتي تأتي في ظروف يتطلع فيها المجتمع الى الاحترام لقيم ومبادئ حقوق الانسان من قبل النظام الجائر والامتناع عن اي قرار يلعب دورا في اذكاء نار الغضب والعصيان المدني ضد العصابة الحاكمة في البحرين ..
فقد جاء في بيان حمل رقم (٢٩/ع) الصادر من حمد بن عيسى ال خليفة حاكم البحرين لسنة ٢٠١١م "بترقية الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة الى رتبة عقيد اعتبارا من ١٦يونيو ٢٠١١م!!.. واضاف الخبر حول هذا التعيين " وبهذا جرى تعيين سمو العقيد الركن الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة بمنصب قائد الحرس الملكي بقوة دفاع البحرين اعتبارا من ١٩ يونيو ٢٠١١م" !
هذه الترقية المباشرة والفورية من مجرد نقيب الى رتبة عقيد من دون الاخذ بعين الاعتبار للتسلسل المهني في الترقية وتغييب مبادئ واصول القيم العسكرية في التعيينات تذكرنا بممارسات الطغاة العرب وسلوكياتهم العنجهية الشاذة القائمة على الاستبداد واحتكار السلطة بيد ابناء الحاكم واقاربه وتقريب الموالين والمتزلفين ليس على اسس الكفاءة بل بناءا على مدى ولاءه للحاكم ولنظام الاستبداد .
هذا التعيين يفتقد الى الحنكة والكياسة ويتسم بعدم الادراك الجيد للمشهد السياسي الذي تمر به بلدان عديدة في العالم العربي والتي يحاول فيها الحاكمون الابتعاد عن اتخاذ اي قرار بمثل ماقام به طاغية البحرين لعدم اثارة الرأي العام الا ان حاكم البحرين بهذه الخطوة اثبت حقا انه طاغية بامتياز وان لاقيمة لابناء الشعب الغيارى .
نحن نعلم ان ناصر بن حمد لا يملك اي كفاءة علمية فهو رغم تخرجه من كلية "سانت هيرست" العسكرية البريطانية بدرجة طالب وجندي عادي ضمن الدورات الروتينية لابناء الطاغية و التي يقومون بها لاهداف اعلامية وسياسية لا علاقة لها بالمهنية العسكرية الا ان ثقافته بدوية بحتة تتسم بالصلافة والعنجية وقد قام هذا الصبي في وقت سابق من خلال ما سمي امسية شعرية وباللهجة الصحراوية بتهديد ابناء الشعب والاعتزاز بانه من احفاد "قطاع الرؤوس" !
فلا عجب اذن ان يقوم الطاغية بترقية من لا يملك العلم العسكري ويفتقد خصوصية القيادة في هذا المجال بتعيينه قائدا للحرس الملكي بعد ان تم رفع رتبته من درجة نقيب عادي الى رتبة "عقيد" ! فيما هناك المئات من ابناء الشعب ممن هم عملوا في السلك العسكري او حتى الشرطة العامة ينتظرون لعشرات السنين كي تمنح لهم رتبة صغيرة ويرتقوا من درجة شرطي عادي او جندي الى رتبة نقيب اول وثاني ومااشبه ! ولعل في مداخلة احد قراء صحيفة السلطة ما يوحي الى مثل هذه الحقيقة المرة حيث يقول بعد ان يبارك "عدي البحرين" على الترقية المجانية :(( الخير ياي انشاءالله دور الشرطة المتاخرة رتبهم بان تشكل لجنة وتبحث ضروفهم ـ يبدوا قراء هذه الصحيفة الخليفية عربيته ايضا ضائعة وهزيلة حيث الظروف صارت عنده "ضروف" لقلة الرتب! ـ والله مو حسد ولكن الطمع من الكريم . هناك اشخاص مضا ـ نعم هنا ايضا مضى تحولت الى مضا الله يستر! ـ على رتبهم ٣٣ سنة وتحصلوا على اربع رتب فقط)) انتهى الاقتباس .
هذا الصبي لطالما روج له الاعلام الخليفي كشاعر واديب و"فيلسوف" لدرجة انه في احد اشعاره يدعوا الشعب الى عدم رفع شعار "لا شيعية ولا سنية بل وحدة بحرينية" وانما التماهي مع خطاب ابيه فهو سره الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ! فيما الشاعرة الحرة آيات القرمزي تعتقل وتسجن وتعذب وتحاكم لانها ألقت شعرا تنتقد فيه والد الصبي المذكور ‘ انها مفارقات العصابة الحاكمة في البحرين .
وعودا للبدأ حيث ان الطغاة كلهم من مدرسة واحدة وقد تخرجوا من "نادي الطغاة" فهم يورثون ابناءهم الموت والحياة والكفاءات وهو حق لا يتمتع به الا ابناء الملوك والرؤساء ولمسنا هذا الامر في طاغية مصر وتونس وليبيا حيث ابناء القذافي هم من بيدهم الكتائب الامنية وقيادة الجيوش وعبرها يبطشون بالناس وابناء بلدهم والحال لا يختلف في اليمن حيث ابناء "صالح" يمسكون بزمام قيادة الحرس الجمهوري والمؤسسات الامنية .. فيما صبي حمد والذي لم يبلغ الحلم ويجهل الف باء العلوم العسكرية يعين في اعلى مراتبها وهي اهانة ما بعدها اهانة للاكاديميات العسكرية العالمية .
اما تعيينه قائدا "للحرس الملكي" فهو ياتي في ظل الصراع على السلطة بين حمد وعمه خليفة .
