مشروع "إسرائيل الكبرى" لا يستند إلى تعريف موحد، بل يتراوح بين تصورات دينية وأيديولوجية، بعضها يستند إلى مفاهيم توراتية تتحدث عن امتداد جغرافي واسع يشمل أراضي من عدة دول عربية. في المقابل، هناك طروحات سياسية أكثر واقعية ترى أن المشروع يهدف إلى السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية، أو توسيع النفوذ ليشمل مناطق إضافية في الجوار.
حتى في صيغته المحدودة، يحمل المشروع تهديدًا ديموغرافيًا خطيرًا، يتمثل في تهجير السكان الفلسطينيين وتغيير التركيبة السكانية في المناطق المحتلة، ما قد يؤدي إلى موجات نزوح جماعي نحو دول الجوار، ويخلق أزمات إنسانية وسياسية يصعب احتواؤها.
التحولات الميدانية، من العمليات العسكرية إلى التوسع الاستيطاني، تؤكد أن المشروع لم يعد مجرد أطروحة أيديولوجية، بل تحول إلى سياسة عملية تنفذها الحكومة الإسرائيلية عبر قرارات وخطط ممنهجة. هذا الواقع يضع المنطقة أمام أزمة مركبة، تتداخل فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والإنسانية، في وقت يكتفي فيه المجتمع الدولي بالتنديد دون اتخاذ خطوات فعلية.
في النهاية، يبدو أن مشروع "إسرائيل الكبرى" لم يعد مجرد حلم معلّق في أدبيات التاريخ، بل هو رؤية تتجدد وتتمدد، تهدد بتفكيك الهويات الوطنية، وتعيد رسم خرائط الشرق الأوسط بما يخدم الهيمنة الإسرائيلية، ويضع شعوب المنطقة أمام مستقبل غامض ومفتوح على احتمالات التصعيد والانهيار.