هذه الجملة المقززة والمقرفة كتبها ضباط الامس في تشكيلات الحرس الجمهوري والحرس الخاص "الذين اعادهم السيد المالكي بمكرمة سخية "عندما اجتاحت مدرعاتهم وألياتهم وصواريخهم وخنازيرهم مدينة كربلاء المقدسة لاخماد الانتفاضة الشعبانية وربيع العراق الطاهر عام ١٩٩١.

انطلقت اعمال المؤتمر الوطني الاول لقادة وناشطي المجتمع المدني, ومع هذه الانطلاقة التي ستشكل فرصة للمراجعة وتقييم عمل المجتمع المدني في العراق وماله من دور فكر ونظر له رجال افذاذ قبل اكثر من ثلاثة عقود, ولعل ابرز المتحمسين لسيادة المجتمع المدني ومؤسساته في عراق مابعد البعث كان الراحل الكبير بعطائه وشخصيته السيد محمد مهدي الحكيم (رحمه الله) والذي نظر وتحدث عن مثل هذا الدور ومبرراته في كثير من لقاءاته, لايمانه العميق بان يكون القرار والتاثير للمجتمع المدني الذي يؤمن بالتعددية وينبذ مظاهر التطرف الديني والاجتماعي والقومي و....

حتى هذا اليوم والجهات المختصة تعلن انها لم تنتهي بعد من اكتشاف جميع المقابر الجماعية التي خلفها النظام السابق وآلته العسكرية والتي ضمت بين ثراها عشرات الالاف من ابناء العراق الغيارى والتي تمتد بالتساوي او بتفاوت محدد على جميع محافظات الوسط والجنوب ممن قضوا اما رميا بالرصاص او بدفنهم وهم احياء او بالتفجير عن بعد بعبوات لاصقة من اختراع الاجهزة القمعية .

ان التجربة التي مر بها العراق وشعبه مع البعث العفلقي الكافر, لا يوجد معيار او تعامل مشابه اقرب من تجربة المانيا مع النازية فكيف تعاملت و تتعامل الى هذه الساعة مع فكر النازية فلا حقوق انسان ولا معايير دولية ولا قانون حماية ولا حرية فكر ولا أي شيء من هذه لمصطلحات, فبكل بساطة البعث…

تحمل لنا ألأوضاع السائدة عنوان ثابت لا يبارحنا ولا يريد إن يفارقنا , وهو المشكلة , عنوان كئيب ومقلق وضاغط , تبدأ المحنة من الراعي وتنتهي إلى الرعية , العلة في النظام وفي طريقة تطبيقه وفي القائمين عليه, فالسياسيون حطموا الرقم القياسي في الخطب والمهاترات ألإعلامية , وإبراز فن السفسطة…

من بين الكلمات التي ينبغي مراجعتها والوقوف عندها تلك الدعوات الصادقة الحريصة التي اطلقها المراجع العظام خلال المؤتمر السنوي للمبلغين والمبلغات الذي يسبق شهر رمضان المبارك, حيث اكد هولاء الرجال الافذاذ حرصهم على الشعب عبر حثهم السياسيين على العمل وطي صفحة الخلافات لتحقيق ما يبتغيه شعبنا الصابر المظلوم كما عبروا بلغة الابوة المخلصة, دون ان يحسبوا حسابات اخرى كالتي يراهن عليها من يتاجر باروح العراقيين, فجاءت مواقفهم منسجمة مع رعايتهم للامة وهذه الابوة فلقد طالب المرجع الديني الكبير اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله الوارف), في كلمته السياسيين الى انهاء تناحرهم على المناصب والتوجه نحو خدمة المواطنين وحل مشاكلهم, وهذا ما يؤشر بما لايقبل الشك حالة السخط على من اوصل الاوضاع في البلاد الى ما وصلت اليه حيث التراجع الكبير في الخدمات وغيرها.

تفخر الحكومات في كل بلدان العالم بتعداد انجازاتها التي حققتها خلال سني مسيرتها لاقناع الناخبين بتكرار اختيار هذه الحكومة لدورة ثانية وثالثة لمواصلة الانجازات وتحقيق الرفاهية والاستقرار, ولكن بمجرد ان تنتهي الخيارات المتوفرة لهذه الحكومة ويبدأ الخط البياني لمنجزاتها في التراجع…

بعد انتهاء مؤتمر ما يسمى بأصدقاء سوريا في فرنسا والذي انتهى بتعميق الخلافات بين أطراف المعارضة السياسية السورية استمر الغرب بتوجهاته العدوانية بعد تقديم السيد عنان لتقريره حول نتيجة تجواله الأخير في سوريا وتفقده الأوضاع على الأرض ومن ثم زيارة موسكو وايران وقد طلب بذلك التقرير…

من جديد وكما جرت العادة يثبت السيد عمار الحكيم حكمته ويمارس دوره بعنوانه الشامل, المبلغ ورجل الدين المهتم بكل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها, فقد عبر وخلال كلمته في مؤتمر المبلغين والمبلغات الذي انعقد في النجف الاشرف عن موقفه تجاه ما يمر به بلدنا من ازمات…

لا تزال بعض الكتل تواصل تشددها في مواقفها وتصر على مطالبها رغم ان بعضها غير قابل للتحقق، إما لأنها غير مقبولة من بقية الأطراف أو تنطوي على مخالفات دستورية، ومع إدراك هؤلاء لطبيعة الإشكالية القائمة التي تكاد تعصف بالعملية السياسية برمتها لكنهم لحد الآن لا يريدون البحث عن بدائل أو مواقف فيها بعض الليونة تساعد في إخراج البلد من هذه المشكلة التي لم ينفك عن الدوران في فلكها.