تحالف الفتح يوضح خلفيات الدعوة
في تعليق على الجدل الدائر، قال القيادي في تحالف الفتح، عدي عبد الهادي، إن دعوة الشرع "جاءت بناءً على اعتبارات استراتيجية تراعي مصلحة العراق العليا"، مشددًا على أن رئيس الوزراء "لا يمكن التشكيك في وطنيته"، وهو "ينتمي إلى عائلة قدمت شهداء في سبيل الوطن".
وأضاف عبد الهادي، بحسب وكالات اعلامية، أن "بعض الدول العربية ربطت مشاركتها في القمة بحضور ممثل عن دمشق، وهو ما فرض على العراق اتخاذ قرار يخدم نجاح القمة ويحفظ موقعه الإقليمي".
دوافع أمنية تتجاوز البُعد السياسي
وأوضح القيادي في الفتح أن العراق لا يسعى للتدخل في الشأن السوري، لكنه "يواجه تحديات أمنية مباشرة مرتبطة بالوضع في سوريا"، أبرزها تأمين حدود تمتد لأكثر من ٦٠٠ كيلومتر، ومعالجة ملف مخيم الهول، الذي يحمل تداعيات أمنية خطيرة.
وتابع: "الانفتاح على دمشق لا يعني تأييد طرف على حساب آخر، بل يأتي في إطار الضرورة الأمنية وحماية الداخل العراقي من خطر التنظيمات المتطرفة".
سياسة خارجية تقوم على التوازن
يشير مراقبون إلى أن حكومة السوداني تتبع نهجًا خارجيًا متزنًا يوازن بين المصالح الداخلية والتحولات الإقليمية، مع التركيز على سياسة "الانفتاح المدروس" التي لا تنحاز إلى أي محور إقليمي، بل تسعى للعب دور الوسيط.
وفي هذا السياق، اعتبر عبد الهادي أن "فن السياسة يفرض أحيانًا اتخاذ قرارات صعبة لا تحظى بإجماع شعبي، لكنها تخدم في النهاية الأمن القومي والاستقرار الإقليمي".
تباين في الداخل العراقي
رغم المبررات الحكومية، إلا أن أوساطًا سياسية وشعبية أبدت تحفظًا على دعوة الرئيس السوري، في ظل استمرار الأزمة السورية وتداعياتها، وهو ما يعكس الانقسام الحاصل بشأن طبيعة العلاقة مع دمشق وتوقيتها السياسي.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في وقت سابق، خلال مشاركته في ملتقى السليمانية التاسع، عن توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية المقبلة في بغداد، المقررة في وقت لاحق من هذا العام.