اما اللاعب رقم تسعة فانه ليس بالمهاجم الصريح وان كان دوره لا يقل اهمية عن اللاعب رقم عشرة، من حيث انه: اولا: يشاغل المدافعين، ثانيا: يصنع الفرص للرقم عشرة، ثالثا: اذا ما اضاع الرقم عشرة فرصا قد يستغلها هو ويسجل منها، رابعا: اذ ما قلب المدرب الهرم واراد الهجوم بلاعبين بسبب نفاد الوقت وخسارة المباراة، فانه يطلب من الرقم تسعة ان يكون قلب هجوم ثان، ويدفع بلاعب وسط مهاجم لمساندتهما، حتى لو كان على حساب الدفاع، فمنطق الكرة يقول الخسارة بهدف كما الخسارة بخمسة اهداف. خامسا: ربما تتطلب استراتيجية المباراة ان يكون الرقم تسعة هو بطلها، كون الخصوم تركز على الرقم عشرة، وقد نفذ مارادونا هذه الاستراتيجية حينما هزم اقوى فريق برازيلي عام ١٩٩٠ وذلك بعد ان جمع المدافعين حوله وهو احسن لاعب في العالم آنذاك واعطى الكرة الى الرقم تسعة (كانينجا) ليسجل هدف الفوز! واخيرا اذا كان اللاعب رقم تسعة ذكيا وموهوبا فانه يستطيع ان يفرض نفسه كرقم عشرة في الفريق، كما فعلها واين روني مع مانشستر يونايتد ومنتخب انگلترا، حيث تحول من الرقم تسعة الى عشرة بصورة نهائية، وبات لا يستغنى عنه.
لقد لعب المجلس الاعلى الاسلامي في العراق منذ سقوط بغداد عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا دور اللاعب رقم تسعة في واجهة الاحداث السياسية العراقية منذ مجلس الحكم مرورا بحكومات علاوي والجعفري وعهد المالكي، ولم يتسلم دور القائد الهداف منذ عقد من الزمن، وبقي يؤدي دورا مساندا لكل الكتل السياسية. ولو طبقت عزيزي القارئ النقاط التي وضعتها لدور اللاعب رقم تسعة ستجدها تنطبق على المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، فقد كان مشاركا فاعلا في الاحداث السياسية وقد شاغل الجميع اثناء تسجيل غيره للبطولات وكذلك صنع فرصا ومناخا وأوضاعا سياسية استفاد غيره منها، واستغل هو هفوات غيره بتوجيه اللوم وحتى النقد اليهم. وارى ان الوقت قد حان بعد مرور عشر سنوات من سياسة الخط الثاني والدور المساند، للقيام بقلب الهرم كاستراتيجية من المدربين الذين يملكون خيوط اللعبة السياسية في العراق، والدفع بالمجلس الاعلى كمهاجم صريح امام حزب الدعوة، وذلك بالاستفادة من لاعب وسط مهاجم يدعم هذا الدور، والامر هنا يتعلق بالتيار الصدري. مما يعني ان عليه ان يعي انتهاء دوره كوسيط بين الشركاء وحكيم بين المتنازعين، بل سيكون في موقع الصدر من المشاكل السياسة، وعليه الدعوة من الان الى وضع استراتيجيات جديدة لكي يخرج فائزا من معمعة الانتخابات. وهنا يظهر دور الموهبة في القيادة التي تستطيع ان تتلبس دور اللاعب رقم عشرة وتقنع الناس بعملها، والا فلفض الجمهور كما حدث مع اللاعب السابق سيكون مؤلما جدا، والى الملتقى في شهر محرم الحرام القادم لنرى ما تقول هتافات الجماهير فِي مواكب العزاء الحسيني.
المشرق: محمد عيسى الخاقاني