-١-

المتتبع لما ينعكس في الإعلام العراقي ، المرئي والمقروء والمسموع ، يجد نفسه أمام محورين :

يبدو أن تكرار بعض الكلمات يفقد بريقها, ويقلل من تأثيرها, فمثل (التأريخ يعيد نفسه) و (لا يلدغ المرء من جحرٍ مرتين) و (أتلدغه ألحيه مره أيخاف من جرت الحبل) وغيرها, أصبحت (أنتيكات) في رفوف الذاكرة.

التغيير تلك المفردة البسيطة في تلفظها, والعظيمة في أستخدامها, لها مكانة كبيرة في فكر الفلاسفة, لما تضعه من لمسة نوعية, على أرض الواقع, لذا تجدها في المنظور القرآني تنطلق من تغيير النفس ذاتها نحو التحول الأفضل.

مازالت المؤسسات الفاسدة تتظاهر بأنها توزع مساعدات على الفقراء ، ويظهر مندوبو تلك المنظمات مرائين منافقين يقدمون اشياء تافهة لأسر فقيرة بلا معيل يبكي لحالهم حتى الحمار ، هتك كرامة الفقراء في الاعلام فوق ما هم فيه من بلاء عظيم .

بعد التغيير الذي حصل في العراق عام ٢٠٠٣، شكل الائتلاف العراقي الوطني الموحد،، برئاسة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس)، ليمثل الأغلبية في العملية السياسية في العراق الجديد.

بغداد بنت جميلة شاهقة ممشوقة, قبلة الشعراء, مقر الأدباء, باتت اليوم مسبية مغلوب على أمرها, تعيش في دهاليز بلد لعبت عليه الذئاب المسعورة, بلد أصبح بلا نظام, وأهدافه المفقودة لا تعرف التحقيق, ومطالبه تائهة في دروب المجهول.

أخطر وأهم تصريح لرئيس الوزراء منذ تسلمه المنصب، برأيي، هو ذلك الذي قال فيه انه قد بدأ بالحيتان الكبيرة في مكافحة المفسدين وتأكيده على أنه سيمضي قدما في حملته حتى لو كلفه الأمر حياته. لا اشك في صدق الرجل ولا في استعداده للتضحية لكن المحيّر هو ان هذا الشعب لم ير إلى اليوم مفسدا نال جزاءه ولا نعرف لحد اليوم أين ذهبت تلك الميزانيات الضخمة يوم كان سعر النفط بغلاء الذهب.

صحيح ان عجز الموازنة للسنة المقبلة أمر مقلق ، ليس لأنها قليلة بل خوفا من اقتطاع بنود الانفاق التي تهم الناس وترك البنود التي تخص المسؤولين ، المعروف ان الموازنة التي يقولون عنها انها قليلة وفيها عجز تبلغ ٨٠ مليار دولار بعد طرح العجز منها ، بربكم هل ان هذا المبلغ قليل ؟ ،

ما الذي يجعل العملية السياسية تراوح مكانها كل هذه الفترة؟

ولماذا تبدو عملية التغيير بلا تغيير؟

ما يظهره الفريق الرياضي او الطبي او الهندسي غير المتجانس من اداء مشوش متلكئ يفضي الى فشل واخفاق ونتائج مخيبة للآمال هل ينطبق على فريق العملية السياسية في العراق مثلا؟

لولا الفساد الذي نخر عظام الدولة العراقية و مؤسساتها لما تقدمت داعش خطوة واحدة نحو الاراضي العراقية و هو ما يجعل مكافحة الفساد ابرز اوليات حكومة العبادي التي لم يمضي على تشكليها سوى اشهر و هو ما اكده السيد العبادي بعد اعلانه الحرب على الفاسدين دون النظر الى مناصبهم الامر الذي كان بارقة امل للعراقيين فالرجل هدد الجميع دون استثناء خصوصا بعد مهزلة الفضائيين اللذين تم الكشف عنهم في اغلب الوزارات ان لم تكن جميعها و حجم الاموال التي انفقت عليهم طوال السنوات الماضية و غيرها من الامور التي تم الكشف عنها في فترة قياسية.