-١-
في سياق الحديث عن شخصية العاهل السعودي الراحل ، تداولت وكالات الانباء أخبار ثروته ، وقيل انها بلغت ١٨ ملياراً من الدولارات .
-٢-
وقد حدثتني احدى السيدات :
انها حين ذكرت ذلك لأحد المطّلعين على الخفايا والاسرار في العراق الجديد قال لها :
ان هناك من يملك ما يزيد على ذلك، ممن استحوذوا على معاقد الأمور في العراق الجديد ...!!!
-٣-
ونحن وان لم نطلع على كشوفات الحسابات الخاصة بثروة السلطوي المشار اليه ، الا اننا لا نستبعد ذلك ، حيث تبخرّت مئات المليارات من الدولارات دون أن نعرف مصيرها :
الى اين ذهبت ؟
وكيف صرفت ؟
وأين مستندات صرفها ؟
وأين هي المشاريع التي انجزت ؟
وأين هي الأسلحة التي اشتريت ؟
-٤-
والحديث عن عمليات تهريب الأموال الى خارج العراق ، لم ينقطع في يوم من الايام ..!!
-٥-
ان احدى الماجدات العراقيات ، وهي طبيبةٌ من محافظة الحلة ، أتيح لها ان تملك ثروةً لاتُقاس بالأرقام الفلكية المشار اليها انفاً ، أقدمت على بناء مدرسة للبنات في محافظتها ، جهزّتها بكل ما يلزم من الوسائل الحديثة لتكون المدرسة النموذجية ، وفاءً منها لمدينتها ووطنها ، جاء ذلك بعد اغتراب عن الوطن مكّنها من امتلاك المال الوفير .
فالف شكر وتحية ، لهذه المرأة العراقية النبيلة الوفية .
-٦-
والسؤال الآن :
كم هو الفارق بين من يكدح ويتعب نفسه بالعمل المضني الذي يدّر عليه الأرباح ، وبين من يستحوذ على المليارات من المال الحرام عن طريق الاقتناص والامتصاص ؟
لاشك ان الفوارق كثيرة وكبيرة، نفسياً وأخلاقياً ودينياً واجتماعياً وسياسيّا وحضاريا وثقافياً ووطنياً ...
انّ الدكتورة (البيرماني) حازت قصب السبق في هذا المضمار، واصبحت القدوة لكل الأثرياء القادرين على خدمة وطنهم وأبناء شعبهم .
ونحن نقترح هنا أن تسمّي محافظة الحلة شارعاً من شوارعها باسم هذه السيدة الكريمة .
وأنْ تقيم لها نصباً تذكارياً تكافئ به صنيعها المجيد .
-٧-
وليخجل رجال القرصنة واللصوص الذين أثروا على حساب البائسين والجياع العراقيين، مما اقترفوه واجترحوه من جرائم الاختلاس والنهب الفظيع حتى أوصلوا البلد الى حافة الهاوية .
ولو كانوا يملكون ذرةً من الشرف والنبل اللذيْن تملكها الدكتورة (البيرماني)، لسارعوا الى احتضان المهجرين والنازحين وإغاثتهم بالمأوى والغذاء والدواء وباشباع حاجاتهم الضرورية ، وهم يعانون في غمرة البرد الشديد ألوانا من المشاق والصعوبات التي تعرض حياتهم للخطر .
انّ من صفات البدوي أنه نهّاب وهّاب ، ولكنهم من السوء والانحطاط بحيث انهم لا يتقنون الاّ فنّ السلب والسطو غير مبالين بغيرهم على الاطلاق .
-٨-
ولنا وطيد الأمل أنْ يحتسي هؤلاء الجفاة الغلاظ قريباً، كؤوس الندامة ، بعد أن يُلقي عليهم القبض ويحالوا الى المحاكم ليحاسبوا عن كلّ ما اقترفوه من آثام .
ان الفساد المالي والارهاب وجهان لعملة واحدة .
ولن يُقضى على الارهابيين الاّ بالقضاء على المفسدين .
ولعلّ أبرز المطالب الشعبية اليوم ، هو التصدي لزمرة الفساد والافساد، التي لم ترعَ حرمةً لدين ،واخترقت كل الخطوط الحمراء : أخلاقياً وقانونياً ووطنيا وسياسياً وانسانياً ، فأصبحت ملعونة على كل لسان، وذميمةً بكل ميزان .