قالوا قديما ..لاتنه عن خلق وتأت مثله عار عليك اذا فعلت عظيم ، اليوم وفي بلاد العجائب ، في العراق حصرا لم يعد هذا عظيما كما كان ، فقد اصبح الجميع "يأت بمثله"، بل ان الذي لا يفعل هم القليلون جدا ، واصبح الامر مستساغا لدى السياسيون على وجه التحديد الذين اجادو الدور بل تفننوا فيه . بالامس قامت الدنيا ولم تقعد على الذين صوتوا على الفقرة ٣٧ من قانون التقاعد ، والتي تخص امتيازات النواب والرئيس والوزراء ، واول من كشر عن انيابه (وتسرفن) للدفاع عن الفقراء والمظلومين هم نواب كتلة الاحرار ، ووصفوا من صوت على هذه الفقرة بابشع الاوصاف، واعتبروا من قام بذلك كمن قتل مؤمنا وهو متعلق باستار الكعبة ، ونحن نعتبره كذلك ايضا ، ولكن المشكلة فيما اتضح فيما بعد ، فقد تبين ان من شنوا هذه الهجمة من النواب على نواب اخرين هم من المصوتين على الفقرة بالايجاب ، ومن الذين امنوا (مستقبلاتهم ومستقبلات) ابنائهم واحفادهم ، ولم يفكروا طرفة عين بمستقبل ابناء هذا البلد ممن يصعب عليهم شراء علبة دواء او (سبعة صمونات) بالف دينار لغداء اطفاله ، لم يرسموا الضحكة على شفاه طفل فقد والده بانفجار (المسطر) او مذبوحا على يد قذارات القاعدة وداعش.
نواب الاحرار لم يكونوا احرارا ابدا في موقفهم الاخير ، فقد تطاولوا على توجيهات قائدهم الذي انسحب من العملية برمتها خجلا مما اقترفت ايديهم ، ولعمري انه القرار الصائب . ما يثير الاستغراب انهم يواجهون كاميرات التلفزيون كل يوم ويتحدثون بطلاقة عن مواقفهم "المشرفة" وهم يعلمون ان الحقيقة ستتكشف يوما ما وسيعرف العراقييون من الذي كذب ومن كان صادقا ، وهذه هي الطامة الكبرى ، انهم اصبحوا دون حياء ، فلا يهمهم ان كشف الشعب اكاذيبهم وبطلان ادعائاتهم ، وليسوا هم فقط فهناك الكثير على شاكلتهم ممن جعلوا مصالحهم الشخصية فوق مصلحة المواطن كانهم مصداق حقيقي لمكقولة (انا ومن بعدي الطوفان) ، والحقيقة ان من قدم خدمة لهذا الشعب المظلوم هو من ستخلده الناس وهو من سيرفعه الله ، ولدينا على ذلك الف دليل ودليل.
يقال ايضا ، اذا لم تستح فاصنع ماشئت ، ومصاديق هذه المقولة اكثر من (الهم على القلب) وليس اكثر منهم الا المنافقين الذين يروجون لهم ويدعمونهم بالقول والفعل ، ولكن عزائنا ان الله غالب على امره .. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.