لذا فأن لتاسوعا خصوصية كبيرة، يمكن أن يطلق عليها يوم الولاء الصادق والوفاء الحق، وعلى هذا كان أهل العراق يقيمون العزاء في تاسوعا في محال سكناهم ثم ينطلقون إلى حيث كربلاء والضريح المقدس وارض المعركة وساحتها، هناك يستحضرون تفاصيل المعركة كلها، وتنطلق ركضه طويريج الشهيرة، بنداء( يا حسين)، لذا فتاسوعا هي ختام التعبير عن الأنتماء للحسين في كل مدن ومناطق العراق، وعن الانتماء لهذه الثورة من خلال إحياء شعائرها، وتتبارى مدن ومناطق العراق في طريقة وأسلوب الإحياء وبمقدار البذل والعطاء لتسجل انتمائها الحقيقي، وإظهار تفوقها في ذلك.
وفي بغداد التي يحلوا للبعض أن يصفها ببغداد الرشيد أو بغداد المنصور، يختلف الأمر عن كل المحافظات ربما بسبب معركة من نوع خاص وهي معركة إثبات الانتماء، حيث تتصارع الادعاءات كما أسلفنا، ومن هذا بغداد بحاجة لمهرجان كبير لأتباع الحسين يتم من خلاله إحياء الشعائر في تاسوعا، لإثبات أن بغداد تنتمي للحسين وللكاظمين وليس لسواهما، وبما أن العادة درجت أن يتم ذلك من خلال تجمع تاسوعا الذي يقام في احد الساحات الكبيرة، لذا أصبحت من الواجب على أنصار الحسين في بغداد تكثيف الحضور والتواجد في مكان التجمع لغرض إثبات حقيقة انتماء بغداد، وهوية أكثرية ساكنيها.
خاصة مع الظرف الإقليمي والهجمة الإرهابية الشرسة التي تهدف إلى طمس الهوية الحسينية لبغداد خصوصا وللعراق عموما، وتهدف أيضا إلى منع أتباع الحسين من ممارسة شعائرهم بأحياء تلك الثورة الخالدة، وللوقوف بوجه هكذا مخطط يحتاج أتباع الحسين إلى وقفه لا تخلوا من تضحية بوقت أو الظروف الجوية التي قد تكون باردة أو ممطرة، وأن هكذا هدف مقدس يستحق التضحية بالأغلى والأنفس لأجله، مع إيمان أتباع الحسين أنهم مشاريع فداء على خطى إمامهم للحفاظ على حسينية العراق وبغداد، حتى يظهر ولي الدم والمطالب بذحول الأنبياء أمل الأمة المنتظر وغدها المرتجى الإمام الغائب(عج)، وعلى هذا يجب أن يستعد أتباع الحسين من ألان ويعدوا كل الممكن لتكون تاسوعا في بغداد متميزة عن كل السنوات الماضية، وبصورة لا تقبل التأويل عن الانتماء الحقيقي لسكان بغداد وولائهم، الذي يعبر عن حقيقة هوية بغداد التي يريد لها البعض أن تتغيير من خلال الأقوال، لكن تجمع تاسوعا سيثبت انتماء بغداد بالأفعال وبالصوت والصورة، عندها يبهت الذي ادعى..