وما يجب ان نقوله يدمي القلب فعندما تجوب شوارع بغداد تدرك ان الفساد لا نهاية له وتدرك ان الفاسدين يزدادون عددا وسوءا يوما بعد يوم، قال لي سائق التكسي الذي استأجرته قبل ايام متسائلا : كيف تعتقد ان مشكلة الكهرباء ستنتهي وتجار العراق يستوردون سنويا آلاف المولدات ؟ نعم فعندما تجوب شوارع بغداد التجارية تحديدا تجدها تعج بمحال بيع المولدات بحجوم مختلفة وبانواع شتى ومناشئ متباينة، سائق التكسي البسيط تسائل ولم استطع ان اجيبه فالـ (فتك جبير والركعة زغيرة ) عشرات الاسئلة ليس لها اجابة الجميع يتسائل ولا يجد من يرد من اين تأتي الناس بهذه الاموال ؟ كيف لرجل ان يتحول من موظف صغير يحلم بالـ ( برازيلي ٨٣ ) الى اثرى اثرياء البلد يشتري السيارة قبل (موديلهة) ويمتلك عشرات العقارات التي يزيد سعرها على عدد الايام التي عاشها هذا الرجل بعد السقوط (اي مذ كان يحلم بالبرازيلي).
كيف للناس ان تنزه فلان الذي كان حتى وقت قريب يرتدي ملابس اخوانه واصدقاءه من التعفف، واصبح الان يشتري البدلة الايطالية من المنشأ ليضمن انها ليست مغشوشة كيف لكم ان تستوعبوا فكرة ان العراق فيه اليوم اكبر رؤوس الاموال في العالم وان القدرة الشرائية وصلت عند البعض الى ارقام خرافية لم ندرسها في الابتدائية عندما تعلمنا الآحاد والعشرات والمئات والالوف، ارقام لانستطيع ان نقرؤها من كثرة الاصفار فيها ، حتى ان التعامل اصبح كما في افلام المافيات ، صفقة من ستة ارقام او صفقة من ثمانية ارقام، وهكذا دواليك كل هذه الامور تجري في البلاد ومازال هناك عراقيين يسكنون تحت المجسرات او في بيوت الصفيح الباردة شتاء والحارة صيفا ، كيف لي ولكم ان نلتمس العذر لهكذا حكومة او نجد لها مبررات ونحن نرى هذه الفوارق في المعيشة وكثير من العراقيين سيموتون وهم يحلمون بيوم تشرق فيه الشمس وقد وجدوا فيه ما يكفيهم سداد يومهم ؟، الا لعنة الله على الفساد والمفسدين الى يوم الدين, الحق ان الله الاكبر من يوضع بين اربع جدران سيمحقكم بعذابه عاجلا او آجلا ...