جاء ذلك في احتفالية يوم الشهيد العراقي الذكرى التاسعة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم - شهيد المحراب- (قدس سره) والذكرى الثالثة لرحيل عزيز العراق (قدس سره) التي اقيمت في ملعب الصناعة ببغداد الجمعة ٢٥/٥/٢٠١٢ وفي ١٦ محافظة عراقية التي شهدت حضورا جماهيريا مليونيا، مؤكدا ان شهيد المحراب كان لكل العراق والطوائف والأمة ولم يختزل مشروعه بشخصه او مذهبه و إنما كان كبيرا بحجم مساحة الألم العراقي.
سماحته شدد على إن الوحدة خيار العراقيين المصيري وهي الأساس لنجاح كل المشاريع ومن دونها سيكون العراق قبائل متناحرة وستضيع كل المنجزات، محذرا من المجهول في ظل غياب الوحدة بين ابناء الشعب العراقي مؤكدا ان تيار شهيد المحراب يرتفع عن المزايدات ومشاريع التسقيط السياسي ويؤمن بالقانون والدستور وديمقراطية العراق الجديد، مبديا إيمانه بأن الكثيرين في هذا الوطن يؤيدون ويدعمون مشروع بناء الدولة العصرية الناجحة مع الاختلاف معهم في التفاصيل عن ماهية هذه الدولة وكيف تكون؟ وكيف تمارس دورها في خدمة الوطن؟.
نحن بدل انا
السيد عمار الحكيم أوصي أبناء تيار شهيد المحراب بالاعتراف بالخطأ، معللا ذلك بأن الاعتراف به فضيلة وأداة كبيرة لترويض النفس وهزم الأنانية وقتل النرجسية الهدامة في مهدها، مبينا ان هذه الصفة لا يملكها الا الصادقين ولا يفهمها الا الذين يثقون بأنفسهم، مؤكدا ان الانسان خطّاء ومن ادعى غير ذلك إنما يضيف خطأ آخراً الى أخطائه، مشددا على ان لا مجاملات على حساب الوطن ولا صفقات فوق سقف المواطن، مطالبا اياهم بحذف كلمة ( أنا ) من قاموسهم واستبدالها بـ ( نحن ) ، مشددا سماحته على ان العقيدة ستبقى أساس حركة تيار شهيد المحراب والمرجعية تاج الرؤوس والعراق نور العيون و المواطن والإنسان غاية تيار شهيد المحراب، مؤكدا سماحته ان قاتل شهيد المحراب مهزوم وان ابناؤه قدس سره سائرون على طريق الانتصار وان اليوم الذي ترجل فيه (قدس سره) عن صهوة جواده امتطى الآلاف من أبناءه صهوة العز و المجد ورفعوا رؤوسهم عاليا و صدحت حناجرهم باسمه ومن شهادته شكلوا تيارا إنسانيا هادرا، مجددا تمسك تيار شهيد المحراب بمنهج (( الاختلاف لا الخلاف )) منطلقين في اختلافهم من قاعدة التكامل وليس من قاعدة التقاطع، عادا سماحته شهيد المحراب قدس سره مؤسس نظرية الدولة العصرية الحديثة و المجتمع الحر الكريم والعدالة للجميع، مذكرا ابناء تيار شهيد المحراب بان قائدهم كان يعاند اليأس ويستصغر الضعف و لا ينحني قامة للريح فحول المنفى الى دار جهاد وأعاد رسم اتجاه قافلة المجاهدين الى التحرير من نير الطغاة وحمل هو ورفاقه المخلصين هموم الوطن والمواطن وكان عميقا كالبحر لا تؤثر فيه سهام المشككين و لا توهن من قوته ضربات المعتدين.
لعزيز العراق وقفات سيكتب عنها التاريخ
وعن عزيز العراق (قدس سره) شدد السيد عمار الحكيم على ان عزيز العراق وقف في اللحظات الحرجة لـتأسيس الدولة العراقية وقفات سيكتب عنها التاريخ بعد ان ينقشع عنها غبار الحاضر و اتخذ القرارات الصعبة و سار و معه رفاقه و جماهيره على حد السيف متحملين كل الجراحات وكاتمين الألم والمعاناة، مشيرا الى انه ثبت مشروع الدولة والأمة و نال احترام الأعداء كما الأصدقاء، مؤكدا ان عزيز العراق عمل بمبدأ العقيدة و الوطن و تجاوز عن مبدأ الفئوية بكل أنواعها وكان ينطلق في عمله من مبدأ هذه لنا و هذه لشركائنا في الوطن، مخاطبا ابناء تيار شهيد المحراب في بغداد وعموم المحافظات والعالم بان مسيرة قيادتكم كانت ملحمية و مؤلمة و قاسية، مستدركا سماحته لكن ما يثلج القلوب ان التضحيات كانت بعين الله و ان التاريخ سيخبر الأجيال عن حكايته و يكشف لهم أسراره و يكون منصفا و عادلا لهم بعد ان قل الإنصاف والعدل لهم في حياتهم، مجددا نصيحته لابناء تيار شهيد المحراب بأن التاريخ لا تصنعه الصدفة او الأحداث العابرة هو صناعة الرجال الكبار، مؤكدا لهم بانهم اليوم يسيرون على نهج و مسار أولئك الرجال الكبار، مجددا التزام تيار شهيد المحراب بالشعائر الحسينية لانها التعبير الصادق عن الوفاء لنهج رسول الله (ص) وأهل بيته الكرام(ع) فضلا عن إيمانهم بالدور المحوري للعشائر العراقية باعتبارها الأساس الرصين في الواقع الاجتماعي و الناصر للمرجعية الدينية.
الأزمات السياسية أخرت مسيرة نهوض المرأة العراقية
أكد السيد عمار ان دور المرأة في المجتمع يتعاظم ومجالاتها تتوسع وإنها اليوم شريك مهم في بناء الدولة وتدعيم مناعة الوطن، مشيرا الى ان التحديات الاجتماعية والأزمات السياسية قد أخرت مسيرة النهوض بواقع المرأة وتطويره، مؤكدا ان المراة مازالت بحاجة الى الكثير من الحقوق كي تأخذ دورها الحقيقي في عملية بناء الوطن والمواطن، داعيا اياهن الى ان يتجاوزن الحواجز وينفتحن على جميع نساء العراق وطبقاته الاجتماعية والجغرافية وان يكن جديرات بنيل الثقة وان يبادرن الى العمل الجاد والحقيقي مع القاعدة العريضة من النساء في المجتمع ومن كافة الفئات العمرية، موصيا جميع نساء العراق الكريمات بالعفة و الالتزام بالقيم الدينية و التقاليد الاجتماعية الصالحة والتمسك بالحجاب و عدم التبرج و الوقوف بوجه الغزو الثقافي الذي يتعرض له مجتمعنا العربي و الإسلامي .
على القيادات السياسية ان تركز انتباهها على مشاكل المواطن واحتياجاته
وعن الواقع السياسي اكد السيد عمار الحكيم ان الشعب في حالة ترقب وهو ينتظر من قياداته التي انتخبها بإرادته وبحقوقه المكفولة دستوريا ان تركز انتباهها على مشاكله واحتياجاته وتساعده في توفير البيئة الحياتية الملائمة أكثر بكثير من انشغالها في تقاطعاتها السياسية وحروبها الإعلامية والمشاريع المختلفة والمتصارعة على ارض الوطن، مذكرا سماحته السياسيين بأنهم كانوا رفقاء الأمس من اجل قضية عادلة وعليهم ان يبقوا رفاق اليوم من اجل قضية أكثر عدالة، معربا عن ثقته بتجاوز القيادات الحريصة على هذا الوطن خلافاتها، مبينا ان الخلافات مهما كبرت فإنها تبقى تحت السيطرة بالنوايا الصادقة من الجميع و بالتنازلات التي تشمل الجميع لصالح الوطن، معاهدا سماحته الله بان يبقى تيار شهيد المحراب تيارا ملتزماً ومتماسكا في إطار الوطن حتى ينهض من جديد بمشروع واضح وتخطيط استراتيجي فعال وبخطط واقعية وعملية تزيل العقبات والصعوبات، مشددا على ان التزامات تيار شهيد المحراب لاحياد عنها ولا مساومة ولا رضوخ للضغوط ولن ينجر تيار شهيد المحراب الى المزايدات ولن يقبل بالمشاريع الضيقة المجزأة و المجتزأة.
تيار شهيد المحراب يؤمن بمبدأ العراق المتواصل مع الجميع وان يكون جسرا للتلاقي
وفي علاقات العراق الإقليمية أكد السيد عمار الحكيم ان العراق بدأ يأخذ دوره الإقليمي الذي يستحقه، لافتا إلى إن تيار شهيد المحراب يؤمن بمبدأ العراق المتواصل مع الجميع وان يكون جسرا للتلاقي وليس نقطة للتقاطع ، مستشهدا سماحته بعلاقة العراق مع الكويت التي بدأت تسير على الطريق الصحيح، متمنيا وصول العلاقة الى مرحلة التكامل بين البلدين وأن تكون هذه العلاقة نموذجاً و مفتاحاً لعلاقات العراق مع جواره الإسلامي والعربي والخليجي، عادا اجتماع مجموعة ٥+١ الخاص بقضية أحقية الجمهورية الاسلامية في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية نقلة نوعية في حركة العراق في محيطة الإقليمي.
في الشأن العربي
عربيا اعرب السيد عمار الحكيم عن أمنياته بتجاوز سوريا أزمتها السياسية باسرع وقت وان ينال الشعب السوري حقوقه المشروعة بعيدا عن المشاريع الخارجية وان يكون الحل سوريا ومن قلب المعاناة السورية، متمنيا ايضا على الحكومة السورية ان تلتزم بسياسة التغيير و الاصلاح السياسي و ضبط النفس وان تستوعب المرحلة وان لا تنجر الى مساحات تجعل الأمور أكثر تعقيداً .
اما في الشأن البحريني فأكد السيد عمار الحكيم على ضرورة تطور الوضع الإنساني و السياسي في مملكة البحرين وان تكون الحكومة أكثر حكمة في تعاملها مع المطالب المشروعة للشعب وان يعود البحرين واحة للسلام والوئام بين مختلف طوائفه مهما تعقدت اموره وأثخن في الجراح وان تبقى البحرين موحدة شعباً وحكومة و أرضا , داعيا الجميع للوصول الى حل يرضي كافة الأطراف .
وفي الشأن الفلسطيني شدد سماحته على ان فلسطين ستبقى القضية الأساسية و المحورية في واقعنا العربي والإسلامي مجددا دعمه اللا محدود لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة في بناء دولتهم والعودة الى ديارهم.