دعا عدد من علماء الدين والمفكرين من كافة الأديان والطوائف في محافظة النجف، الثلاثاء، إلى وضع حلول ناجعة لوقف عمليات استهداف الأقليات غير المسلمة في البلاد، مطالبين في الوقت نفسه أئمة المنابر بإشاعة روح التعايش السلمي بين كافة الاديان والطوائف.
وقال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الاول حول نشر ثقافة حوار الاديان فرحان الساعدي على هامش اختتام أعمال في النجف، وحضرته "السومرية نيوز"، إن "البيان الختامي للمؤتمر نص على اعتماد النجف مركزا ثقافيا لحوار الاديان، والتأكيد على نشر ثقافة التسامح والتعايش الديني بين كافة الطوائف، وتكثيف الدورات لكافة الشرائح بهذا الاتجاه، ووضع المناهج التربوية الخاصة بذلك".
واضاف الساعدي خلال المؤتمر الذي شارك فيه مفكرون ورجال دين شيعة وسنة ومسيحيون وصابئة ومندائيون وايزيديون من داخل العراق وخارجه ان "البيان استنكر كافة العمليات التي استهدفت الاقليات، وطالب بايجاد حلول ناجعة لهذه الظاهرة"، داعيا ائمة وخطباء المنابر الى "استثمار المنابر في إشاعة روح التعايش السلمي، وعدم توظيفها لنشر ثقافة العنف والارهاب والتكفير".
ودعا الساعدي ايضا كافة وسائل الاعلام الى "ترسيخ المبادئ الوطنية والانسانية وتبني المشاريع الثقافية والاقتصادية والانسانية المشتركة"، مشيراً إلى أن "المؤتمر تمهيد لعقد مؤتمر كبير وشامل العام المقبل في محافظة النجف، بمشاركة اعداد كبيرة من رجال الدين والفكرين".
من جهته، قال رئيس لجنة الاقليات الدينية في حكومة اقليم كردستان خيري بوزاني ان "كافة الاديان السماوية تدعو الى التعايش السلمي"، مشيرا الى ان "المشكلة تكمن في وجود جهات لها اجندات خاصة تستغل اسم الدين لتنفيذ مآربها".
وكان المؤتمر بدأ اعماله منذ اول امس الاحد بمشاركة رجال دين ومفكرين من داخل وخارج العراق ومن كافة الاديان والطوائف.
وكانت كنيسة سيدة النجاة الكائنة في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد تعرضت في ٣١ تشرين الثاني الماضي، إلى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة اقدمت على احتجاز عشرات الرهائن من المسيحيين الذي كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفرت العملية عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن ١٢٥ شخصاً من المصلين، فيما تبنى تنظيم ما يعرف بدولة العراق الإسلامية، في بيان له، الهجوم وهدد بمواصلة استهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد، فيما شهدت مناطق عدة في العراق بعد الحادثة مثل بغداد والموصل حركة نزوح كثيفة لعائلات مسيحية إلى مناطق إقليم كردستان إما بفعل تلقيها تهديدات من قبل مجهولين، او بفعل تعرض افرادها لاعتداءات.
يذكر أن عدد المسيحيين في العراق بلغ في الثمانينيات ما بين مليون إلى مليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة خلال فترة التسعينيات بسبب توالي الحروب وتردي الأوضاع الاقتصادية، وهاجر القسم الاكبر منهم بعد عام ٢٠٠٣ بسبب أعمال العنف التي طاولتهم في مناطق مختلفة من العراق.
ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.