في مقال سابق تحت عنوان "الازمة العراقية تتجه نحو الحافات الخطرة" قلنا "يشير ايقاع التوجهات والمواقف السياسية للكتل والشخصيات المختلفة في المشهد العراقي الى ان "الازمة المزمنة" تنحى منحى خطيراً، وتتجه بوتيرة متسارعة الى الحافات الخطيرة، وهي اذا لم تدفع الجميع نحو الهاوية، فإنها ستعقد الأمور وتجعل أي تفكير بحلول ومخارج واقعية وحقيقة للأزمة ضربا من الخيال".

يتفق أكثر السياسيين على ان الدعوة إلى إجراء الأنتخابات المبكرة وحل البرلمان، لا تزيد الأزمة السياسيّة إلاّ مزيداً من الترهل وعدم حلحلتها بأيّ اتجاه فيه أيّ نوع من الصحة والعقلانية، فعمليّة حل البرلمان وإجراء الإنتخابات المبكرة وكما تبدو لأيّ متتبع للسياسة، سوف لن تأتي بأيّ شيء جديد، لأن المراد منها سوف لن يأتي إلاّ بما موجود حالياً، ورُبّما يصل بحلة أكثر جمالاً وأكثر بريقاً، فالكتل والتحالفات لن تشهد إلاّ التغيير الطفيف واتجاه الناخب العراقي هو ذات الأتجاه، وإذا حدث فيه تغيير فهو لن يؤثر على نتيجة الأنتخابات بحيث يقلبها رأسا على عقب.

إن المشكلة السياسية التي تعصف بالبلاد قد جعلت كثير من الفرقاء يتقاربون ما بينهم من أجل الحصول على مصالحهم من الحكومة المركزية ، وأهم تقارب نتج بسبب هذه المشكلة هو الإجتماع الخماسي في أربيل الذي ضم التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري ، وقد نتج عن هذا الإجتماع مجموعة…

ان العراق يمر اليوم بازمة خانقة وكنا قد حذرنا في مرات عدة من تحول الازمات السياسية الى عقد سياسية اذا لم تعالج ولم نضع الحلول المناسبة لها وعلى الجميع ان يفهم بان سياسة كسر الآخر لا يمكن ان تجدي نفعا ولا يمكن ان تنفع اي من الاطراف دون استثناء ولا خيار امامنا لحسم الامور الا بالعودة…

في الصيف الماضي كانت هناك مظاهرات قام بها المواطنين من اجل توفير الكهرباء وتم اخمادها بوعود وفترات زمنية ١٠٠يوم او ٢٠٠ وبعدها اخذ الصيف بالأفول لان مدة الثلاثة اشهر هي اصعب ايام الصيف وانه في الصيف القادم سوف يكون الاستقرار فخمدت الضجة على الكهرباء ولتهدئة الوضع امر رئيس مجلس الوزراء…

الماتوقاعدين ..مصطلح اغريقي النشأه. يوناني التطبيق .يشبه الديموقراطيه .غبر ان الاول ينتهي وينطبق عليه الفعل الماضي. لكن الثاني يتطابق مع كل الافعال ماضيها وحاضرها ومستقـبلها.

المؤتمر الوطني المزمع عقده في الأيام القادمة يبدوا أنّه ولد ميتاً لوجود اختلاف كبير في مواقف الكتل الساسية المشاركة في الحكومة، وحتّى الأطراف التي حضرت الاجتماع الخماسي في أربيل هي أيضاً مواقفها غير موحدة فكلّ طرف منها ينظر إلى المؤتمر من زاوية مصالحه الحزبية، إذ غابت المصلحة الوطنية عن أنظار أطراف النزاع.

يشير إيقاع التوجهات والمواقف السياسية للكتل والشخصيات المختلفة في المشهد العراقي الى ان "الازمة المزمنة" تنحى منحى خطيرا، وتتجه بوتيرة متسارعة الى الحافات الخطيرة، وهي اذا لم تدفع الجميع نحو الهاوية، فأنها ستعقد الامور وتجعل اي تفكير بحلول ومخارج واقعية وحقيقة للازمة ضربا من الخيال.

بينما تتصاعد التحذيرات من انفلات الأوضاع ونفاذ الحلول مع تأكيدات متزايدة على ضرورة العودة الى الحوار بين الأطراف السياسية المتنازعة التي أوصلت البلاد الى حافة أزمة خانقة يشكك البعض في أمكانية حلها يرى البعض الأخر.

من الغريب ان نتحدث عن امتناع احد عن الحضور الى مجلس النواب لاجراء استجواب في بلد ديمقراطي برلماني والاكثر غرابة هو ان يأتي هذا الامتناع من الذين ساهموا في كتابة دستور هذا البلد وعانوا الأمرين من سياسة التفرد والدكتاتورية وما يجعل الأمر يخرج عن حدود المعقول هو ان من لايقبل الاستجواب ويمتنع عن الحضور على رأس وزارة يفترض انها تمثل الانفتاح والتعقل والايمان بالفكر واحترام القانون ناهيك عن انه رمز لكتلة اسمها وشعارها دولة القانون.