تقدمت المرجعية الدينية العليا بالشكر الى زوار اربعينية الامام الحسين عليه السلام وجميع من ساهم بانجاحها من القوات الامنية والمؤسسات الحكومية والعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين والمواكب الحسينية ، كما دعت بضرورة الاسراع باقرار الموازنة العامة في البلاد.
وذكر ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر ،" لقد جسد محبو الامام الحسين {ع} من خلال زحفهم المليوني الذي وصل بحسب التقديرات مابين {١٧ الى٢٠} مليون زائر بينهم مليون وربع او ٣٠٠ الف من خارج العراق اروع الامثلة في التضحية والايثار والوداد والصمود والثبات على طريق الاسلام ومنهج الامام الحسين ومبادئه ، وقد تكلمت الصور عن المبادئ التي جسدها الزائرون بمشاهد يقف الانسان مندهشا حيث مثلت اعلى المبادئ واشارت الصور الى اعلى مراتب الاستعداد والتضحية وتحمل المشاق من البرد واحتمال التعرض للقتل والجراح جراء الهجمات الارهابية ، كما جسدت صور البذل والجود والود والتسامح".
وعرض الشيخ الكربلائي بعض الصور الفوتوغرافية لزوار الاربعين وخدمة ومحبي الامام الحسين {ع} التي عبرت عن عميق الولاء للزائرين وخدمة الزوار.
وتلا ممثل المرجعية نص الشكر والتقدير الذي نقل صبيحة هذا اليوم عن المرجع الديني الاعلى سماحة السيد علي السيستاني لزوار الامام الحسين وخدمته وجاء فيها " من عظيم منن الله ان وفق الملايين من المؤمنين لاداء زيارة الاربعينية وقد يسر لهم ذلك ".
واوضح انها" كانت بذلك مثالا رائعا من مظاهر الولاء واستذكار مواقف الامام الحسين عليه السلام وتضحياته في سبيل اعلاء الدين واوصى الامامين الباقر والصادق عليهما السلام بوصايا مؤكدة بزيارة الامام الحسين وتلتها سائر توصيات الائمة عليهم السلام حتى ثبتت في نفوس اوليائهم".
واضاف انه"منذ ذلك الزمان وحتى يومنا هذا بقيت هذه الزيارة بلطف الله واصبحت من خير اجتماعات المؤمنين وجعلت وسيلة يقوى بها ايمانهم وتستنهض هممهم وجعلوا بها منارا لغيرهم".
وتابع الشيخ الكربلائي نقلا عن المرجعية القول " فهنيئا ثم هنيئا لمن وفق لهذه الزيارة العظيمة وشكرا ثم شكرا لمن ساهم بانجاحها من الشرطة وسائر الدوائر الحكومية والعتبتين المقدستين والمواكب الحسينية والاف المتطوعين من الرجال والنساء في سبيل خدمة زوار الامام الحسيين عليه السلام".
وتطرق الشيخ الكربلائي ماتعرض له الزوار خلال الطريق في بعض المناطق معزيا عوائل الشهداء ، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل ، مشيرا الى ان " الاعتداءات الارهابية استهدفت الزوار منذ عام ٢٠٠٤ وبالرغم من ذلك سنة تلو اخرى تزداد اعداد الزائرين وهي رسالة واضحة الى الارهابيين بان مهما فعلتم لن نزداد الا اصرارا وثباتا وعزيمة على مواصلة ا الزحف المليوني نحو كربلاء المقدسة".
كما بارك في احد محاور خطبته لابناء الديانة المسيحية حلول رأس السنة الميلادية ، معزيا في الوقت ذاته عوائل الضحايا المسيحيين الذي سقطوا في منطقة الدورة ، مبينا ان " الاعتداءات الارهابية تطال جميع العراقيين من مسلمين ومسيحيين ، وقد واجه العراقيين تلك الاعتداءات بالتحدي والصمود وبناء وطنهم ، وابناء المسيحية لهم حقوقهم وعليهم ان لايهاجروا ويتركوا بلدهم فالعهد بهم بان تستمر مواساتهم لبقية ابناء العراق ويبقوا في العراق تشبثا وتعبيرا عن قوة ولائهم بالبلد".
ولفت الشيخ الكربلائي في خطبته الى وجود توجس من الاخفاق في تشريع القوانين المهمة كقانون التقاعد والموازنة وسلم الرواتب سيما وان الفترة المتبقية لعمر البرلمان اربعة اشهر فقط.
ودعا مجلس الوزراء الى الاسراع برفع موازنة ٢٠١٤ الى مجلس النواب للمصادقة عليها ، معربا عن امله بأن لا تخضع الموازنة للمساومات والتجاذبات السياسية التي ربما تحاول بعض الكتل تحقيق مكاسب سياسية او مناطقية لذا يجب ان تغلب المصالح العامة على المصالح الضيقة ".
كما وطالب ممثل المرجعية بأن يرافق الازدياد المضطرد للموازنة ازدياد بنفس النسبة في الجانب الانمائي وتحسين وضع الخدمات الصحية والتربوية والبنى التحتية ".
ونوه الى ان بعض الجهات تحاول ان تبقي بعض الامتيازات في قانون التقاعد الموحد وهذا غير صحيح وغير مقبول ولابد من تحقيق التوازن في الرواتب ، موضحا ان" هذه المحاولات مرفوضة كونها بالاضافة الى الامتيازات لا تحقق العدالة الاجتماعية "، لافتا الى ان " شريحة كبيرة من المواطنين ينتظرون تشريع القانون لتحسين مستواهم المعيشي وينبغي اقراره سريعا ".
