وقال الشلاه: إن "كل حدث كبير يمر فيه العراق يستغله تنظيم القاعدة والمتعاونون معه لضرب الامن العراقي، من أجل ان يثبتوا انهم موجودون، وعملياتهم الارهابية تحصل في المناسبات وعندما وتجري عملية انتخابية، وهذا امر معروف، ولابد من ان نقف امامه وقفة، لأن هذه المسألة اصبحت تشكل رسالة الارهابيين الى العملية السياسية والى الشعب العراقي، وهم في كل مناسبة يحاولون ان لا تمر بسلامة، لكن هذا الامر لا ينبغي ان يجعلنا نحول حياتنا كمواطنين الى جحيم”. واشار الى ان "الاجراءات الامنية في هذه الفترة مكثفة وهناك شكوى من المواطنين من خلال التأخير الذي يحصل في الشوارع، لذا لابد من ان يكون هناك وجود عسكري في الشارع من أجل كشف هؤلاء الارهابيين وكشف الجهات السياسية التي تحاول ان تدافع عنهم بحجة حقوق الانسان أو بأي حجة اخرى". مشددا على ضرورة ان تبحث الاجهزة الامنية عن اجراءات رادعة اخرى من خلال تغيير في تكتيكاتها وفي اساليبها بحيث يمكن القضاء على الارهابيين من دون ان يؤدي ذلك الى خسائر كبيرة”.
وردا على سؤال حول الاحاديث التي تناولت تعاون بعض الضباط في جهاز الاستخبارات مع الاهابيين والبعض الاخر تارك عمله ومشغول بابتزاز التجار، اوضح الشلاه، إن"هذا الكلام ربما ينطبق على بعض الضباط وانا اتكلم بالمطلق ليس كل الضباط يبيعون المعلومات الى الارهابيين او يبتزون تجارا، هذا كلام خطر، وانما هناك مسالة أخطر من ذلك، ان ما يجري في العراق مرتبط بالمنظومة الاقليمية، بما يحصل في سوريا، وما يقوم به تنظيم القاعدة في كل هذه الدول، لكن هناك حالة ما، يمكن تسميتها الهجوم على الاجهزة الامنية،وهناك هجوم اعلامي وسياسي عليها ونسمعه باستمرار، وتعميم حالات فردية ليس صحيحا، لأنه لو كان كذلك لانهار البلد”. في السياق نفسه طالب النائب عن ائتلاف دولة القانون صالح الاسدي بإعادة هيكلة وزارتي الداخلي والدفاع واعادة اختيار القادة الامنيين من اجل السيطرة على الملف الامني في البلاد.
وقال في تصريح"هناك تقصير لدى الاجهزة الامنية تتحمل الحكومة جزءا من مسؤوليته والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، لكن الملف الامني بحاجة الى عمل الجميع من اجل ان تكون المنظومة الامنية متكاملة، خاصة ان الذين يخرقون الامن هم جزء من الحكومة والمنظومة الامنية”. واضاف الاسدي"هناك بعض الضباط برتبة فريق يجلسون مع العميد والعقيد في سهرات ليلية ويقسمون الارباح والولائم التي يحصلون عليها"، متسائلا "اين الضبط العسكري”.
واوضح ان "الفساد المالي والاداري جزء من اسباب الانفلات الامني، اذ هناك وحدات عسكرية نصف منتسبيها يحضرون الى دوامهم والنصف الاخر لا يحضرون من خلال دفع مبالغ لقاء ذلك، وهذا يؤدي الى خلل في الوجبات، ويكون الجندي المفترض ان واجبه ٣ او ٤ ساعات اكثر من ١٢ ساعة، وهذا يخلق ترهلا وتذمرا من قبله، وبالتالي يؤثر في تركيزه الامني، لأن قواه منهكة”.
واشار الاسدي الى ان "المحسوبية والمنسوبية لبعض للقادة الامنيين، والالتزام السياسي والولاءات لطوائفهم وقومياتهم يجعلهم غير مؤهلين لقيادة الملف الامني، اذ ان الازدواجية في الولاء اثرت في الامن في العراق، اضافة الى الخدمات”. الى ذلك، عد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي، قادة الاستخبارات سبب بلاء العراق، مبيناً ان فسادهم أدى الى التدهور في الوضع ألامني. وقال الزاملي ان "قادة الاستخبارات هم سبب البلاء في العراق، لأنهم أُثروا على حساب المال العام والدماء العراقية، وعزلوا وضللوا رئيس الوزراء بتقارير وهمية مضللة كاذبة، وبعضهم مهتم بمراقبة التجار والمقاولين”. واضاف إن "احد قادة الاستخبارات في الدفاع يقوم بإلقاء القبض على بعض التجار لمدة يوم او يومين بأنهم مطلوبون وفق المادة [٤] إرهاب، ثم يساوم عليهم ويطلق سراحهم مقابل مبلغ فدية مالية كبير، فهؤلاء لا تهمهم دماء العراقيين لأن لديهم أموالا طائلة في البنوك العراقية والاجنبية ولديهم عقارات داخل وخارج البلد”.
ورأى الزاملي ان "ما يهم هؤلاء القادة هو الاستثمار وكيف يحصلون على جمع الاموال إضافة الى متابعة المقاولين والتجار، ويجب تغيير قادة الاستخبارات وفي حالة عدم تغييرهم فستبقى مأساة الشعب بهذا الشكل”. وشهدت عدة مناطق أمس الاثنين في العاصمة بغداد ومحافظات ذي قار وبابل وكركوك وديالى وصلاح الدين سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى غالبيتهم من المدنيين.